ملخص كتاب «اقفز» لـ “ستيف هارفي”
يحكي ستيف هارفي في كتابه «اقفز» أنه عندما كان عمره تقريبًا أحد عشر عامًا طلبت معلمته في المدرسة أن يكتب كل التلاميذ في ورقة ماذا يريدون أن يكونوا عندما يكبرون!
فكتب ستيف أنه يريد أن يظهر على شاشات التلفزيون. فنادت المعلمة عليه وطلبت منه أن يقرأ ما كتبه بصوت عالٍ في الفصل أمام كل التلاميذ.
ولكن كان ستيف يعاني من مشكلة التلعثم والتهتهة في الكلام وقتها، فوبخته المعلمة بقسوة وقالت له: أنت تتلعثم في الكلام وتريد أن تظهر في التليفزيون؟! وضحك عليه أصدقاؤه في الفصل.
بداية من الفشل
وعندما عاد ستيف هارفي إلى منزله حكى ما حدث معه في المدرسة إلى والدته وأخبرها بما قالت له المعلمة، فوبخته والدته وانتهرته بشدة وقالت له: كيف تكتب مثل هذا الكلام؟ لقد جلبت لنا العار.
أي تلفزيون هذا الذي تريد أن تظهر فيه؟! وتركته وغادرت.
يقول ستيف إنه بكي بشدة في هذا اليوم. وعندما عاد أبوه أخبره بما حدث وبما قالته المعلمة وأمه؛ فطبطب أبوه عليه وقال له: ستيف أنت شخص رائع، ويمكنك بالتأكيد الظهور في التليفزيون.
فتعزَّى ستيف وتشجَّع، وعندما كبر ودخل الجامعة لم يكن يحب بعض المواد، وبسبب كرهه للدراسة تغيب كثيرًا حتى فُصل من الجامعة.
جلس ستيف في أحد الأماكن وحده وفكَّر في حلمه، وقرر أنه يريد تحقيق حلمه ولا يريد أن يستمر في الدراسة. فبحث عن وظيفة وعمل في أحد الأماكن وتمكَّن من مساعدة أبويه، وكان الحال ميسورًا حتى إنه عندما كان يزور أصدقاءه في الجامعة كان يعزمهم على حسابه، وكان يقدم المساعدة المادية لمن يحتاج إليها.
ولكن دوام الحال من المحال. فقد أُغلق المكان الذي كان يعمل فيه ستيف هارفي وأصبح بلا عمل، فجلس يفكر في حلمه الذي هو الظهور في التلفزيون، وأنه يريد أن يصبح كوميديًّا مشهورًا فبحث عن عمل جديد وتنقل من وظيفة إلى أخرى.
وكان يلقي النكات على الناس في كل مكان، وكان الجميع يضحك، وكان يكتب بعض النكات ويرسلها إلى أحد مقدمي البرامج مقابل مبلغ تافه جدًّا.
من عمل إلى عمل
وذات يوم كان يلقي النكات وكانت تجلس بجانبه إحدى منتِجات المسرح، فأُعجبت به وعرضت عليه أن يأتي ويلقي بعض النكات في المسرح، فقبل ستيف بكل فرح هذه الدعوة، وذهب فصفق له الجمهور بحماس وضحكوا بشدة، وأخذ ستيف بعض المال مقابل أدائه الكوميدي.
يومها كان ستيف في غاية السعادة وقرر أنه لن يعمل إلا هذا العمل الذي يعشقه وترك وظيفته فورًا.
انتقل ستيف من مكان إلى آخر يقدم موهبته ويُضحك الجمهور، ولكن ساءت الأحوال مجددًا، فقضى سبع سنوات ينام في سيارته ولا يملك مالًا، ويذهب من مكان إلى آخر وتعرَّض لمواقف محرجة ومهينة كثيرة، ولكنه لم يتوقف، بل كان يقفز من مكان إلى آخر ومن عمل إلى عمل.
تخلى ستيف عن راحته وقفز نحو تحقيق حلمه، وترك الراحة وقبل الشقاء، وتعرض كثيرًا للفشل والإحباط واليأس، ولكنه لم يستسلم، بل آمن أن الله معه، وآمن بالموهبة التي أعطاها الله له.
إلى أن أتت له الفرصة ليحقق هدفه، وبعد أن صار ستيف ناجحًا ومشهورًا ومقتدرًا ماليًّا، ساعد كل الذين وقفوا معه، ولم ينسَ معلمة المدرسة التي استهانت بحلمه وهو صغير.
يقول ستيف إنه في عيد رأس السنة من كل عام يرسل تليفزيونًا جديدًا إلى تلك المعلمة مع رسالة مكتوب فيها: افتحي التليفزيون وانظري.
وأنت أيضًا يا صديقي القارئ، إن أردت الوصول إلى أهدافك اترك منطقة الراحة، واقفز نحو المجهول، ولا تستسلم تحت الضغط والمعاناة، وتوكل على الله وانطلق.
Toutes les réactions :
2