تعتبر تونس من بين أكبر منتجي زيت الزيتون في العالم، حيث يتميز القطاع الزراعي التونسي بإنتاج زيت زيتون عالي الجودة. في موسم 2023/2024، شهدت تونس وفرة في إنتاج زيت الزيتون بفضل الظروف المناخية الملائمة وارتفاع المساحات المزروعة بأشجار الزيتون، مما ساعد في تحقيق إنتاج قياسي.
أسباب وفرة الإنتاج:
- ظروف مناخية جيدة: موسم الشتاء المطرى ساهم في تحسين محصول الزيتون، حيث توفر كمية كافية من الأمطار خلال فترات نمو الأشجار.
- التوسع في المساحات الزراعية: شهدت تونس زيادة في المساحات المزروعة بأشجار الزيتون، مما ساهم في زيادة الإنتاج.
- التطورات التكنولوجية: تحسين تقنيات الزراعة وطرق الحصاد أسهم في رفع كفاءة الإنتاج.
انخفاض الأسعار:
رغم ارتفاع الإنتاج، شهدت الأسعار انخفاضًا ملحوظًا في أسواق زيت الزيتون. ويعود هذا الانخفاض إلى عدة عوامل، منها:
- زيادة المعروض العالمي: بفضل ارتفاع الإنتاج في دول أخرى مثل إسبانيا، التي تعد أكبر منتج لزيت الزيتون، الأمر الذي أدى إلى انخفاض الأسعار بسبب فائض العرض.
- التقلبات الاقتصادية: التحديات الاقتصادية مثل التضخم والظروف الاقتصادية الصعبة في بعض الأسواق المستوردة قد أثرت على الطلب العالمي.
- السياسات المحلية: قد تكون السياسات الحكومية، مثل دعم الأسعار أو فرض بعض الرسوم الجمركية، قد أسهمت في انخفاض الأسعار في السوق المحلي.
التأثيرات:
- المزارعون: رغم وفرة الإنتاج، يعاني العديد من مزارعي الزيتون من تدني الأسعار، مما يؤثر سلبًا على دخلهم وأرباحهم. وظهر ذلك من خلال الإحتجاجات في ولاية القيرزان وصفاقس
- السوق المحلي والدولي: الانخفاض في الأسعار قد يؤثر على التنافسية الدولية للزيت التونسي، حيث تسعى تونس لتوسيع أسواقها التصديرية.
في المجمل، تعكس هذه الظواهر توازناً صعباً بين الإنتاج والطلب، وقد يتطلب الأمر استراتيجيات للتعامل مع الفائض وضمان استدامة القطاع.