
أنقاض ورماد.. حرائق الغابات تحوّل لوس أنجلوس إلى منطقة حرب
شهدت مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا حرائق غابات ضخمة اجتاحت مساحات شاسعة من الأراضي، تاركة خلفها مشاهد مروعة أشبه بمنطقة حرب. أعمدة الدخان الكثيفة التي غطت سماء المدينة، والنيران المستعرة التي التهمت الأخضر واليابس، حولت مناطق بأكملها إلى أنقاض ورماد، وأثارت حالة من الهلع بين السكان.
الكارثة التي هزّت المدينة
اندلعت الحرائق في ظل ظروف مناخية صعبة، حيث ارتفعت درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، وزاد الجفاف من اشتعال النيران، في حين ساهمت الرياح العاتية في انتشارها بسرعة مذهلة. هذه الكارثة لم تكن مجرد حدث عابر، بل هي انعكاس واضح لتفاقم آثار التغير المناخي الذي بات يهدد المدن الكبرى والبيئة على حد سواء.
خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات
لم تمر الحرائق دون أن تخلف وراءها خسائر فادحة. فقد أجبرت السلطات المحلية آلاف السكان على ترك منازلهم التي تحولت إلى رماد، بينما دُمرت مئات المباني والمركبات بالكامل. ورغم الجهود الكبيرة التي بذلتها فرق الإطفاء، فإن صعوبة التضاريس وقوة النيران جعلت من احتوائها مهمة شاقة.
البيئة لم تكن بمنأى عن هذا الدمار، إذ فقدت الغابات مساحات شاسعة من الأشجار، ما يهدد الحياة البرية والتوازن البيئي في المنطقة. كما تسببت أعمدة الدخان الكثيفة في تلوث الهواء، مما أثر بشكل مباشر على صحة السكان، خاصة المصابين بأمراض الجهاز التنفسي.
جهود إطفاء غير مسبوقة
عملت فرق الإطفاء ليل نهار لمحاولة السيطرة على النيران، مدعومة بمروحيات وطائرات لإلقاء المياه ومثبطات الحريق. ومع ذلك، ظلت العقبات كبيرة، حيث أعاقت التضاريس الوعرة وسرعة انتشار الحرائق الجهود المبذولة، مما أضاف ضغطًا على العاملين في الميدان.
وفي مساحات شاسعة من منطقة لوس أنجلوس الكبرى، لم يتبق سوى الأنقاض حيث كانت تقف المنازل والمباني والهياكل الأخرى سابقًا. وقد احترقت صفوف السيارات بالكامل لدرجة أنها تحولت إلى لون الرماد، ونوافذها اختفت تمامًا.
وتُظهر صور جوية لبعض الأحياء -ومنها باسيفيك باليساديس وألتادينا- منازل محترقة بالكامل. وعبر بعض الناجين عن سعادتهم بعد أن نجوا من هذا الدمار، لكن كثيرين آخرين يذرفون الدموع على فقدان منازلهم وسط مخاوف بشأن مستقبل مليء بالشكوك.
لقد كانت مشاهد النيران في كل مكان، حيث استمرت العديد من المناطق في الاحتراق دون هوادة تقريبًا.
وقد قال الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اجتماع بالبيت الأبيض أمس إن المشهد “أشبه بساحة حرب وعمليات قصف”.