
انطلقت مجموعة مكونة من 24 طالبًا وطالبة من فلسطين في برنامج تربص طبي تدريبي يمتد لشهر كامل في عدد من المستشفيات التونسية، ضمن إطار التعاون الأكاديمي والصحي بين البلدين. ويهدف هذا التربص إلى تعزيز مهارات الطلاب الفلسطينيين في المجال الطبي، وتبادل الخبرات مع نظرائهم التونسيين، في ظل التحديات الصحية والإنسانية التي تعيشها فلسطين.
سيشمل التربص مجالات طبية متعددة، بما في ذلك الجراحة العامة، الطب الباطني، طب الأطفال، وطب الطوارئ، تحت إشراف طاقم طبي تونسي متميز. وستتاح للطلاب فرصة التعرف على أحدث التقنيات والممارسات الطبية المعتمدة في تونس، والتي تُعتبر واحدة من الدول الرائدة في المجال الصحي على مستوى شمال إفريقيا.
يأتي هذا البرنامج في إطار التضامن التونسي المستمر مع القضية الفلسطينية، حيث يولي قطاع الصحة والتعليم في تونس اهتمامًا كبيرًا بدعم الطلاب الفلسطينيين وتمكينهم من الوصول إلى فرص تعليم وتدريب متقدمة.
وأكد مسؤولون تونسيون أن هذا التربص يُمثل فرصة لتعزيز أواصر الأخوة بين الشعبين، وتقديم دعم عملي لطلاب الطب الفلسطينيين الذين يواجهون صعوبات في استكمال تدريبهم داخل فلسطين بسبب الوضع السياسي والصحي المتأزم.
عبّر الطلاب عن امتنانهم لهذه الفرصة، مشيرين إلى أنها ستُمكنهم من اكتساب مهارات ميدانية جديدة ومتابعة حالات طبية متنوعة، ما يعزز من كفاءتهم عند عودتهم لخدمة النظام الصحي في فلسطين. وأكد أحد الطلاب قائلاً: “نشعر بالامتنان للشعب التونسي على هذا الاستقبال والدعم. نتمنى أن نكون سفراء للعلم والإنسانية، وأن نُسهم في تحسين أوضاع الصحة في وطننا”.
يُتوقع أن يُعزز هذا البرنامج فرص التعاون المستقبلي بين المؤسسات الصحية والأكاديمية التونسية والفلسطينية، بما في ذلك تنظيم برامج تبادل معرفي وطبي أوسع. كما تسعى المؤسسات الراعية إلى استدامة مثل هذه المبادرات التي تهدف إلى دعم الكوادر الفلسطينية الشابة.
يمثل هذا التربص خطوة إيجابية تعكس عمق العلاقات الأخوية بين تونس وفلسطين، وتجسد إيمان الشعبين بقيمة التعليم والتضامن في مواجهة التحديات.