

أحدث تطبيق الذكاء الاصطناعي الصيني الجديد “ديب سيك” (Deep Seek) ضجة كبيرة في الأوساط التقنية والسياسية العالمية، حيث وصفه خبراء بأنه يشكل نقلة نوعية في مجال الذكاء الاصطناعي. ويمتاز التطبيق بقدرات غير مسبوقة على معالجة البيانات وتحليلها في وقت قياسي، ما يجعله منافسًا قويًا للتقنيات المماثلة المطورة في الغرب، خاصة تلك القادمة من وادي السيليكون.
ويعتبر “ديب سيك” منتجًا فائق التطور في الذكاء الاصطناعي، يدمج بين التعلم العميق وتحليل البيانات الضخمة، مما يمنحه القدرة على اتخاذ قرارات دقيقة ومعقدة في مجالات متعددة، مثل الطب، الطاقة، والتعليم. كما يُنظر إليه كأداة رئيسية لتعزيز الابتكار في الصناعات الاستراتيجية، وهو ما يثير قلقًا متزايدًا لدى الولايات المتحدة والدول الغربية بشأن التفوق الصيني المتزايد في هذا المجال الحيوي.
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب علّق على هذا التطور، واصفًا “ديب سيك” بأنه “جرس إنذار” يجب أن يدفع الولايات المتحدة لإعادة تقييم استراتيجياتها في الذكاء الاصطناعي. وأكد ترامب في تصريحاته أن السباق التكنولوجي بين الولايات المتحدة والصين لم يعد يقتصر على الجانب الاقتصادي، بل أصبح يمس الأمن القومي والتفوق الاستراتيجي العالمي.
وأضاف ترامب أن “ديب سيك” يجسد مدى التقدم الذي أحرزته الصين في مجالات الابتكار التكنولوجي، مشيرًا إلى أن واشنطن بحاجة إلى تسريع وتيرة الاستثمارات في أبحاث الذكاء الاصطناعي لمواكبة هذا التطور، مع تعزيز التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص.
في المقابل، دافعت الصين عن تطبيقها، معتبرة أنه يمثل إنجازًا وطنيًا في مجال التكنولوجيا. وأكدت أن “ديب سيك” يهدف إلى تحسين حياة البشر وحل التحديات العالمية من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وأنه لا يجب النظر إليه كتهديد.
هذا التطور يعكس تعمّق المنافسة بين القوتين العالميتين في المجال التكنولوجي، حيث تسعى كل من الصين والولايات المتحدة إلى تحقيق التفوق في الذكاء الاصطناعي باعتباره سلاحًا استراتيجيًا يعيد تشكيل موازين القوى العالمية.
الإشعارات