
أعلنت وزارة المالية الصينية فرض رسوم جمركية جديدة على عدد من المنتجات الأميركية، في خطوة اعتُبرت ردًا على التعريفات التي فرضتها الولايات المتحدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب، والتي دخلت حيز التنفيذ اليوم. وفي الوقت نفسه، لوّح الاتحاد الأوروبي باتخاذ إجراءات مماثلة إذا ما مضت واشنطن قدمًا في فرض رسوم جمركية على صادراته.
ووفقًا للإجراءات الصينية الجديدة، سيتم فرض رسوم بنسبة 10% على واردات النفط الخام والآلات الزراعية والمركبات الكبيرة والشاحنات الصغيرة القادمة من الولايات المتحدة. يأتي ذلك بالتزامن مع دخول الرسوم الأميركية، التي تبلغ نسبتها 10% على الواردات الصينية، حيز التنفيذ، حيث برر ترامب القرار بعجز بكين عن وقف تدفق المخدرات إلى الأراضي الأميركية.
وفي سياق متصل، أرجأ الرئيس الأميركي يوم الاثنين فرض رسوم بنسبة 25% على المكسيك وكندا لمدة 30 يومًا، مشترطًا تعزيز الرقابة على الحدود وملاحقة الجريمة المنظمة. إلا أن هذا الاستثناء لم يشمل الصين، حيث أكد البيت الأبيض أن ترامب لن يجري محادثات مع نظيره الصيني شي جين بينغ قبل نهاية الأسبوع الجاري.
تصعيد الحرب التجارية
بدأت المواجهة التجارية بين واشنطن وبكين عام 2018 خلال الولاية الأولى لترامب، واستمرت لعامين، حيث تبادل الطرفان فرض رسوم جمركية على سلع بمئات المليارات من الدولارات. وقد أدت هذه الحرب إلى اضطراب سلاسل التوريد العالمية وتباطؤ الاقتصاد العالمي.
وفي محاولة لإنهاء النزاع، وقّعت الصين عام 2020 اتفاقًا يقضي بزيادة مشترياتها السنوية من المنتجات الأميركية بقيمة 200 مليار دولار، لكن جائحة كوفيد-19 حالت دون تنفيذ الاتفاق بالكامل، مما أدى إلى تفاقم العجز التجاري الأميركي لصالح الصين، ليصل إلى 361 مليار دولار سنويًا.
وفي تصعيد جديد، حذر ترامب من احتمال زيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية ما لم تتخذ بكين إجراءات لوقف تدفق مادة الفنتانيل، وهي مادة أفيونية قاتلة، إلى بلاده. وقال: “نأمل أن تتوقف الصين عن إرسال الفنتانيل إلينا، وإذا لم تفعل، فسترتفع الرسوم الجمركية بشكل كبير”.
من جانبها، رفضت الصين تحميلها مسؤولية أزمة الفنتانيل، مؤكدة أنها ستتقدم بشكوى لدى منظمة التجارة العالمية، وستتخذ تدابير مضادة لحماية مصالحها، مع إبقاء باب الحوار مفتوحًا.
قلق أوروبي من تحركات ترامب
في أوروبا، أثارت قرارات الإدارة الأميركية قلقًا واسعًا، حيث حذرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، من أن الاتحاد الأوروبي سيرد “بحزم” على أي رسوم جمركية أميركية جديدة تستهدف صادراته.
وأوضحت فون دير لاين، عقب اجتماع لقادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، أن الاتحاد منفتح على حوار “قوي وبنّاء” مع واشنطن، لكنه في الوقت ذاته مستعد لمواجهة أي تحديات قد تنشأ عن هذه السياسات.
وأضافت أن فرض رسوم جمركية إضافية سيؤدي إلى زيادة تكاليف التشغيل، والإضرار بالعمال والمستهلكين، كما سيتسبب في ارتفاع معدلات التضخم وإلحاق أضرار غير ضرورية بالاقتصاد العالمي.
وكان ترامب قد صرح سابقًا بأنه يعتزم فرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي “في وقت قريب”، دون تحديد موعد واضح لذلك، ما يثير مخاوف من تصعيد تجاري جديد قد يعمّق التوترات الاقتصادية العالمية.