
xr:d:DAFiacYL9DQ:9,j:4295476620,t:23050909
xr:d:DAFiacYL9DQ:9,j:4295476620,t:23050909
لطالما ارتبط التوحد في أذهان كثيرين بعدم القدرة على التفاعل الاجتماعي، لكن دراسة حديثة قلبت هذا التصور رأسًا على عقب، إذ كشفت أن الأفراد المصابين بطيف التوحد يُعبرون عن مشاعرهم مثل غيرهم، إلا أن تعبيراتهم تكون دقيقة للغاية، بحيث يصعب ملاحظتها بالعين المجردة.
البحث أجراه فريق من جامعة روتجرز في المملكة المتحدة، ونُشر مؤخرًا في مجلة “آفاق الطب النفسي” (Frontiers in Psychiatry)، وسلط الضوء على بُعد جديد في فهم التواصل العاطفي لدى المصابين بالتوحد. الدراسة استخدمت تقنية مبتكرة تُعرف بـ”قمم الحركات الدقيقة” (Micromovement Spikes)، تتيح التقاط أدق حركات الوجه باستخدام مقاطع فيديو قصيرة تُسجَّل بهواتف ذكية أو أجهزة لوحية.
شارك في الدراسة 126 شخصًا، من بينهم 55 فردًا يستخدمون الكتابة كوسيلة للتواصل، لعدم قدرتهم على الكلام. وتم تسجيل تعبيراتهم في حالات الراحة، والابتسام، والدهشة، في بيئات متنوعة مثل المدارس، جلسات العلاج، والمناسبات الاجتماعية.
النتائج بينت أن عضلات الوجه المسؤولة عن التعبير العاطفي كانت نشطة لدى المصابين بالتوحد تمامًا كما هي لدى غيرهم، لكن الفرق كان في شدة التعبير. التعبيرات كانت موجودة، لكنها غالبًا أضعف أو خارجة عن النمط المعتاد الذي يلاحظه الناس عادة، ما يجعلها تمر دون أن تُفهم أو تُقدّر.
الباحثة المشاركة في الدراسة، البروفيسورة إليزابيث توريس، أوضحت أن هذا الاكتشاف يحمل أهمية كبيرة في تصحيح النظرة المجتمعية تجاه المصابين بالتوحد. فالتحدي ليس في غياب المشاعر، بل في كيفية التعبير عنها وفهمها من قبل الآخرين.
هذا النوع من الأبحاث لا يقدم فقط تفسيرات علمية، بل يفتح الباب لتطوير أدوات وتقنيات تُسهّل على الأهل والمعلمين والمجتمع الأوسع التفاعل مع الأشخاص المصابين بالتوحد. وفوق ذلك، فإنه يساهم في خلق بيئة أكثر شمولًا، تعترف بالمشاعر التي لا تُقال، وتُصغي لما قد لا يُرى.
الإشعارات