
كشف استطلاع للرأي أجرته وكالة “رويترز” بالتعاون مع مؤسسة “إبسوس” عن تراجع ملحوظ في نسبة تأييد الأميركيين للرئيس دونالد ترامب، حيث بلغت شعبيته 42% فقط، وهو أدنى مستوى لها منذ عودته إلى البيت الأبيض. وجاء هذا التراجع في ظل موجة من الانتقادات والقلق المتزايد من خطوات ترامب التي يعتبرها كثيرون محاولة لتوسيع صلاحياته التنفيذية على حساب التوازن المؤسسي والديمقراطي في البلاد.
خطوات مثيرة للجدل تُقابل برفض شعبي
في الأسابيع الأولى من ولايته الجديدة، وقع ترامب على عدد كبير من الأوامر التنفيذية أثارت جدلاً واسعاً، حيث وسّع من خلالها نفوذه على مؤسسات حكومية وأكاديمية، منها الجامعات الأميركية ومكاتب المحاماة، مما دفع منتقديه إلى اتهامه بمحاولة إحكام قبضته على مفاصل الدولة.
واحدة من أبرز الخطوات المثيرة للجدل تمثلت في محاولاته لمعاقبة الجامعات التي يرى أنها ذات توجهات ليبرالية مفرطة، حيث قام بتجميد تمويلات اتحادية ضخمة، من بينها أكثر من ملياري دولار كانت مخصصة لجامعة هارفارد. وقد رفض 57% من المشاركين في الاستطلاع هذا التوجه، بمن فيهم ثلث الجمهوريين.
المؤسسات الثقافية ليست استثناء
ترامب لم يكتفِ بالمؤسسات الأكاديمية، بل سعى أيضًا إلى فرض سيطرته على المؤسسات الثقافية الوطنية، مثل مركز كينيدي الشهير ومجمع سميثسونيان. وقد عبر 66% من المشاركين عن رفضهم لتولي الرئيس أي أدوار إدارية داخل المتاحف أو المسارح الوطنية، معتبرين أن ذلك يمثل تسييسًا غير مقبول للمجال الثقافي.
احترام القضاء والامتثال للأحكام القضائية
واحدة من أبرز نقاط الرفض الشعبي تمثلت في سلوك الإدارة تجاه السلطة القضائية، إذ أكد 83% من المستطلعة آراؤهم أنه يجب على الرئيس الامتثال لقرارات المحاكم الفيدرالية حتى لو كان غير راضٍ عنها. يأتي ذلك في ظل تقارير عن احتمال توجيه تهم جنائية لبعض مسؤولي الإدارة بسبب تجاهلهم لحكم قضائي أوقف ترحيل متهمين بالانتماء لعصابة فنزويلية دون منحهم فرصة للطعن القانوني.
الهجرة، التضخم، والشرعية الدولية
وفي القضايا العامة، مثل الهجرة، التضخم، الضرائب، وسيادة القانون، أشارت نتائج الاستطلاع إلى أن نسبة الرافضين لأداء ترامب تفوق نسبة المؤيدين، ما يعكس تراجع الثقة بقدرته على معالجة التحديات الداخلية.
وفي ملف الهجرة تحديدًا، أبدى 45% تأييدهم لسياساته، في حين رفضها 46%، وهو فارق ضئيل ولكن معبر، خاصة مع هامش خطأ قدره نقطتين مئويتين.
رفض واسع لفكرة الترشح لولاية ثالثة
ورغم النص الدستوري الواضح الذي يمنع ترشح أي رئيس لأكثر من ولايتين، إلا أن تصريحات ترامب برغبته في الترشح لولاية ثالثة أثارت جدلًا كبيرًا، حيث رفض 75% من المشاركين الفكرة، بينهم 53% من الجمهوريين أنفسهم.
مصداقية أميركا على المحك
ربما الأهم من كل ما سبق، هو ما أشار إليه 59% من المستطلعين، الذين يرون أن الولايات المتحدة تفقد مصداقيتها على الساحة العالمية، وهو انعكاس مباشر لفقدان الثقة في السياسة الخارجية والإدارة الحالية.