
في خطاب صادم لمجلس الأمن، حمّل المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، المجتمع الدولي مسؤولية التدهور الإنساني المتسارع في عدد من مناطق النزاع، منتقداً غياب الإرادة السياسية وفعالية مجلس الأمن في التعامل مع الأزمات.
وقال غراندي إن القانون الدولي الإنساني يُنتهك يومياً وسط صمت دولي مريب، مشيراً إلى أن النزاعات في غزة والسودان وسوريا وميانمار تمثل وجهاً صارخاً لعالم يعجز عن حماية المدنيين. وأضاف أن “العنف بات اللغة السائدة، والضحايا يُتركون خلف الركام دون حماية أو أمل”.
وانتقد غراندي البيروقراطية السياسية التي تعرقل الجهود الإنسانية، محذراً من أن استمرار التخاذل قد يؤدي إلى موجات نزوح جديدة، لاسيما من السودان نحو أوروبا، في ظل تدهور الأوضاع هناك.
وفيما وصف الوضع في غزة بأنه “يبلغ مستويات غير مسبوقة من اليأس”، دعا مجلس الأمن إلى تجاوز الانقسامات والتحرك العاجل قبل أن تتفاقم الكوارث. كما أكد أن معاناة 123 مليون نازح تمثل فشلاً أخلاقياً وإنسانياً للمجتمع الدولي.
وشدد غراندي على ضرورة أن يعود العمل الدبلوماسي إلى الواجهة، رافضاً منطق الاستسلام للواقع الدموي، ومقتبساً من البابا فرنسيس: “كل حرب هي استسلام مخزٍ”.